بعث سماحة الشيخ باقر بري برسالة تعزية لعائلة المرحومة المبرورة السيدة بروين عزيز الله خليلي أم صدري حرم سماحة الإمام المغيب السيد موسى الصدر تغمدها الله بواسع الرحمة وأسكنها فسيح جنانه.
٢٨صفر ١٤٤٣هجرية
10-05-2021
بسم الله الرحمن الرحيم
وجاء في رسالة التعزية والمواساة :
السادة آل الصدر الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولا حول ولا قُوَّة إلّا بالله وإنّا إليه راجعون
مثلما وقع عليكم وقع علينا وأَحزننا وفاة الوالدة المبرورة السيدة الحاجة بروين خليلي الصدر أُم صدري . الحاجة طاهرة القلب والإيمان، والسيدة الطيَّبة الصبورة التي عانت وكابدت ما حلَّ بها وبأُسرتكم الكريمة وبكل لبنان بعد تغييب الإمام السيد موسى الصدر, فهي وإنْ فقدت الزوج الصالح لكنَّهُ لم يكن كذلك فقط ولم يكن رب الأُسرة فقط،
بل كان القائد والإمام القريب من قلوب الناس والقريب من الفقراء والمحرومين والمُستضعفين
إقترب منهم وتحرك لأَجلهم فكان أَباً ورمزاً ورائداً لكل لبنان ولكل شعب لبنان بمختلف أَديانه ومذاهبه وقومياته، فكيف تكون الفجيعة ويكون الأَلم وتكون المُكابدة للمرأة الصالحة الصبورة الحاجة أُم صدري،
إختارت التواضع وتحمّل المسؤولية والإعتناء بأبنائها الكرام، غرست فيهم الأَخلاق والفضيلة والنهج القويم للسيد الإمام موسى الصدر ، ومثلما كان هو رجل المرحلة بل رجل كل المراحل والأَمل للجميع،
كانت هي إمرأة المرحلة تعاملت مع الحدث بالإحتساب الى الله سبحانه وتعالى والتوكُّل عليه
والصبر على الشدائد
والعزيمة والإرادة والتفاني في رعاية أُسرتها ومَنْ يحملون إسم الإمام ومنهجه، فكانت مصداقاً للحديث الشريف:
(عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ)
ويصدق فيها قول الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري:
في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أجِدُ
أهذِهِ صَخرةٌ أمْ هذِه كبِدُ
قدْ يقتُلُ الحُزنُ مَنْ أحبابهُ بَعُدوا
فكيفَ بمنْ أحبابُهُ فُقِدوا
السادة الكرام السيد صدري الدين والسيد حميد الصدر والسيدة مليحة الصدر والسيدة حوراء الصدر
والسيدة رباب الصدر(أُم رائد شرف الدين)
والسادة آل الصدر جميعاً وذويهم وأَقاربهم, باسمي وباسم جميع أعضاء المجمع الاسلامي الثقافي، نُواسيكم ونُعزِّيكُم بهذا المصاب الأَليم ونُشاطركم الأَحزان، وندعواْ الله سبحانه وتعالى أَنْ يحشر السيدة الصابرة الفاضلة الحاجة أُم صدري مع مَنْ تُحب وتُوالي الرسول المُصطفى(ص) وأَهل بيته عليهم السلام.
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
الشيخ باقر بري
إمام المجمع الإسلامي الثقافي